الصالون الدولي 16 للكتاب بالجزائر  
 
إستقبال | تـــقديـــــم | للاتصال بنا | الطباعات السابقة Français
 
SILA 2011 رسالة المحافظ

رسالة المحافظ السيد اسماعبن أمزيان

بحلول الطبعة السادسة عشر لمعرض الجزائر الدولي للكتاب، يتأكد لنا أن التظاهرة أصبحت الآن متجذّرة في رزنامة الجزائر الثقافية. بحيث أصبحت تقليداً اجتماعياً يتقاسمه عدد كبير من الزوّار. ففي العام الماضي، كم كانت مفاجأتنا كبيرة لما اكتشفنا، بفضل عملية تعداد إلكتروني أجريت لأول مرة، أن عدد الدخول فاق المليون ومائتي ألف. الجميع كان يعرف بأن المعرض يستقطب جمهوراً واسعاً، ولقد أقرّ بذلك كل محترفي الكتاب، جزائريين وأجانب، من روّاد المعارض الدولية، كما شهدت على ذلك مجمل وسائل الإعلام ولاحظه الزوّار بأنفسهم. إلا أن ذلك كان مجرد انطباع أو بالأحرى "وجهة نظر" غير قابلة للقياس، ومحلّ شكوك.

لم يعد الحال كذلك الآن، لأن مثل هذا الرقم سيسمح بتحليل مستويات الإقبال وتطوّرها في الزمن، وبأن تتكوّن لدينا فكرة عن الإقبال الذي تحظى به مثل هذه التظاهرة. نعرف أيضاً أنه من ناحية الإقبال الجماهيري، يصنّف معرض الجزائر الدولي للكتاب كأكبر حدث ثقافي وطني على الإطلاق. ولقد اكتشفنا من الطبعة السابقة أنه يعدّ أيضاً واحداً من أكبر المعارض في العالم من حيث الإقبال. هذه النتيجة هي قبل كل شيء ثمرة شغف الجزائريات والجزائريين بالكتاب والمطالعة، في الوقت الذي يعبّر فيه الناس في العالم بأسره كما في بلدنا عن مخاوفهم المشروعة من أثر التقنيات الجديدة في الاتصال على المطالعة، ويشكون قلة اهتمام الأجيال الشابة ويخشون أن يكون الكتاب يعيش آخر أيامه، إلى غير ذلك. وإذا كانت هذه الانشغالات تستحق الاهتمام والمناقشة، إلا أننا يمكن أن نؤكد أنه في الجزائر، توجد طاقة هائلة وغير محدودة للإقبال على الكتاب، وهي لا تتطلب سوى الدعم والتشجيع.

يستقطب معرض الجزائر الدولي للكتاب جمهوراً من جميع فئات السن والجنس والمستويات الاجتماعية والثقافية والتخصّصات المهنية للمجتمع الحالي، مما يكشف لنا في كل طبعة عن أهمية تنوّع حاجياته. فبين احتياجات التعليم المدرسي والجامعي والشغف بالآداب بجميع أشكالها وحبّ الاكتشاف والتعطّش للمعرفة والاهتمام بالعلوم والتقنيات، وامتلاك ذائقة للتاريخ والذاكرة والروحانيات والتراث والفنون، والرغبة في تعلم لغتنا ولغات غيرنا، ترتسم آفاق واسعة للانفتاح. ويعتبر ذلك أحد أكبر الإيجابيات التي تحملها التظاهرة.


يتكوّن جمهور المعرض من فئات متنوعة من القراء، لا ينبغي أن ننسى منها الأطفال والمراهقين والنساء اللوّاتي يأتين بكثافة، كما لا ننسى كبار السن. ويضاف إليهم طلبة الثانويات والجامعات والمعلّمون من جميع الأطوار والإطارات والتقنيون وأصحاب المهن الحرة والفنانون... هذا الجمهور هو الذي يجسّد بحضوره هذه الحقيقة الإحصائية التي تفوق المليون زائر. وهو أيضاً من يمثل غاية هذا الحدث الكبير. إذا كان لا يسعنا نحن كمنظمين، سوى أن نشعر بالرضا والسعادة من نجاحنا في توفير شروط الاستقبال إرضاء لهذا الجمهور، إلا أننا ندرك تمام الإدراك بأن هذه النتائج الكميّة غير كافية. لهذا، بدأنا نركز جهودنا أكثر فأكثر على نوعية المعرض لتدارك النقائص المسجلة تدريجياً.

إن التقدير الذي عبر لنا عنه الناشرون الوطنيون والأجانب في ختام المعرض الخامس عشر، والأصداء الإيجابية التي وصلتنا من المشاركين في البرنامج الثقافي عبر الصحافة الوطنية، وارتياح الجمهور عموماً، من كل الأعمار والفئات، كل هذا يشجّعنا على المضي قدماً في مهمتنا.

إن التظاهرة ليست فقط مناسبة كبيرة لاكتشاف مستجدات النشر في الجزائر وفي العالم، وإنما هي أيضاً فضاء حميمي للتلاقي وتبادل المعارف بين مختلف الأجيال، يتم في سياقه تنظيم نشاطات ثقافية ما انفكت تتنوع وتتحسن باستمرار.

لقد سمحت صيغة العمل المعتمدة بالتوفيق بين التنظيم المادي بجميع جوانبه
(استقبال الجمهور والعارضين، توزيع المساحات، تحسين شروط الأمن والتنقل...) واشتراط النوعية لعروض البيع كما في اختيار المواضيع المقترحة في برنامج المحاضرات والموائد المستديرة وغيرها من اللقاءات الفكرية. شخصيات مرموقة كثيرة من شتى التخصصات، لبت دعوة المنظمين، مما يؤكد على رسالة المعرض والغاية من وجوده. كما أن الإقبال المنقطع النظير الذي سجل في مختلف قاعات المحاضرات لهو أكبر دليل على مدى الاهتمام الذي تثيره مساهمات المحاضرين والمتدخلين.

إن طغيان الكتاب العلمي والتقني فيما يعرضه غالبية العارضين الوطنيين والأجانب، يبيّن الأهمية التي توليها التظاهرة لتعميم العلوم والتقنيات على الأسرة الجامعية، وجعل هذه الأخيرة منفتحة على التطورات الحادثة في هذا المجال. هذا النوع من المنشورات قد سجل مبيعات معتبرة، بحيث نفدت، وبسرعة كبيرة، عناوين كثيرة منها من مخزون عدة عارضين.

في ختام زيارتهم للمعرض، أعرب سفراء عدة دول عن أمنيتهم لحضور الطبعات المقبلة. وكان ذلك حال روسياً مثلاً التي تعدّ أول مشاركة لها، كانت بدايتها متواضعة لكنها ستتكثف في المستقبل.

أثناء الطبعة الأخيرة للمعرض، استحدثت فضاءات خاصة، سيصبح بعضها تقليدا دائما للمعرض:
اختيار بلد كضيف شرف، بعد الكنفدرالية السويسرية في 2010 التي خصص لها برنامج ثري، الشيء الذي سيتم تكريسه هذه السنةَ للبنان،
الفضاء الموسوم "روح الباناف" (نسبة لمهرجان الثقافة الإفريقية بالجزائر) الذي يحتضن فعاليات بلا توقف، وهو نافذة مفتوحة على الأدب والنشر الإفريقيين، سيستقبل هذه السنةَ أيضاً عديدَ أدباء وأديبات القارة.
الجناح الكبير الذي تحتله وزارة الثقافة، والذي يدل حجمُ المؤلفات المعروضةِ فيه ونوعيتُها على دور الدولة في تنشيط النشر الوطني والإبداع الفكري ككل.

في هذه السنة، من المقرر أن تعرف كل هذه الفعاليات تطوراً أكبر إلى جانب برنامج تنشيطي مفتوحٍ على لقاءات واكتشافات جديدة مع وجوه كبيرة من دنيا الأدب والعلوم الإنسانية والمعرفة بصفة عامة. وسيجسّد هؤلاء، من خلال المحاضرات والموائد المستديرة ومختلف لقاءاتهم مع الجمهور، الشعارَ الذي اختير لهذه الطبعة، وهو
: "الكتاب يحرّر".

سيكون البرنامج الثقافي لهذه السنة مصحوباً بملتقى دولي حول موضوع
: "العالم العربي في غليان: انتفاضات أم ثورات؟" سيكون لقاء أكاديمياً لجامعيين ومثقفين ومتخصصين في علوم السياسة والاقتصاد والاجتماع وغيرها. وسيتناول الأوضاع بقراءة علمية.

أخيراً، لا يسعني في ختام هذا التقديم الشامل سوى أن أشيد بدور العارضين. فلولاهم لما كان لمعرض الجزائر الدولي للكتاب أي وجود. في العام الماضي، ارتفعت المشاركة بنسبة
30 بالمائة، لتحطم بذلك الرقم القياسي بـ 460 جناحاً، منها 320 جناحاً أجنبياً من جميع القارات. فالحضور الفعّال للناشرين ومختلف محترفي الكتاب وحرصهم على إنجاح التظاهرة هو أمر جدير بالتنويه. كما سمحت التغطية الواسعة التي حظيت بها فعاليات المعرض في أجهزة الإعلام الجزائرية والأجنبية، بالتعريف بالتظاهرة وترقية محتوياتها (إصدارات جديدة، مؤلفين، نشطات، لقاءات...)، بدون أن ننسى النقد الضروري لإنجاح حدث من هذا الحجم.

فإذن، يمكن اعتبار معرض الجزائر الدولي للكتاب بمثابة حلقة عملية في سلسلةٍ تجمع القراء والمؤلفين والناشرين ومختلفَ المحترفين ووسائل الإعلام والمشتغلين بمختلف حقول الثقافة. وبعد أربع سنوات، سيُتم طبعته العشرين. فلم يعد يفصلنا وقت كبير عن هذا الموعد. في انتظار ذلك، يتعيّن علينا جميعا أن نرتقي بهذه التظاهرة الهامة إلى مستوى الحدث الدولي الجلي.


اسماعيل أمزيان
الكتاب يحرّر
من الأمية،
من الجهل،
من الأحكام المسبقة،
من الملل،
من الوحدة...


^ بداية الصفحة
 
 
المدعوون
البرنامج
ملتقى دولي
النظام الداخلي
الإستمارات
المشاركين
معرض الصحافة
روح البناف
ضيف الشرف
صـور
فيديو
 
 
 
جميع الحقوق محفوظة - صالون الجزائر الدولي للكتاب ©
Conception et Réalisation bsa Développement