الصالون الدولي 16 للكتاب بالجزائر  
 
إستقبال | تـــقديـــــم | للاتصال بنا | الطباعات السابقة Français
 
SILA 2011 الأخضر الإبراهيمي

الأخضر الإبراهيمي : التغيير في الجزائر سيحصل من دون مظاهرات مليونية

 
 
 
 
 
 
 
 
قال لخضر الإبراهيمي وزير الخارجية الجزائري الأسبق ومساعد الأمين العام للأمم المتحدة سابقا أن التغيير سيحصل في كامل الدول العربية، ولكن ليس بنفس الطرق، مشيرا إلى أن بعض الأنظمة مثل الجزائر والمغرب والسعودية لها من الإمكانيات ما يجعلها قادرة على إحداث التغيير دون حاجة إلى وقوع ثورات على شاكلة ما حدث في ليبيا ومصر وتونس .

وأضاف الإبراهيمي أمس الأربعاء على هامش الندوة الدولية حول موضوع العالم العربي في غليان، انتفاضات أم ثورات؟ التي تستضيفها الجزائر أنه يؤمن بقدرة بعض الأنظمة العربية على إحداث التغيير الذي تنشده الجماهير، وأنه لا بد على هذه الأنظمة من الشروع في العمل من أجل تحقيق الإصلاحات، وخاطب الإبراهيمي الوزراء والمسؤولين الحاضرين قائلا:’ لقد قلت ثقة الجماهير بنا، لذا علينا أن نبذل جهدا من أجل إقناعهم أننا قادرين على قيادة التغيير الذي يريدون ’.

وأوضح أن الجزائر ودول الجوار كانت أولى بالتدخل في ليبيا، مشيرا إلى أن الوضع في هذا البلد كان خطيرا، خاصة وأننا كنا أمام رئيس دولة، يقول أنه ليس كذلك، كان يصف شعبه بالجرذان ويقول أنه سيطاردهم ‘زنقة زنقة’، وأن قرار جامعة الدول العربية بفرض منطقة حظر جوي كان صائبا، ولكن الإشكال هو أن القرار لم يطبق ولم يحترم من طرف الدول العربية نفسها .

وشدد على أن الدول الغربية استغلت قرار منطقة الحظر الجوي لاستصدر قرار من مجلس الأمن ثم استغلت قرار مجلس الأمن للتدخل عسكريا في ليبيا، مشيرا إلى أن الجزائر كانت أولى بالتدخل في ليبيا، بالنظر إلى العلاقات التاريخية بين البلدين، وأن دول الجوار مثل تونس ومصر كان عليها أيضا التدخل، والذهاب إلى الليبين وإقناعهم بضرورة إيجاد حل فيما بينهم، لأنهم في الأول وفي الأخير إخوة، وأن هذه الدول العربية كان عليها أن تخبر الليبيين أنها ستتدخل شاءوا أم أبوا .

وأكد الإبراهيمي على أن دول المغرب كان عليها أن تلعب دورا في منطقة المشرق العربي، التي قال أنها بحاجة إلى مساهمة من دول المغرب، مشيرا إلى أن الوضع بين دول المغرب العربي لا يسر أحدا، وأن التوتر الحاصل بين المغرب والجزائر أمر مؤسف، علما وأن الحدود البرية بين البلدين مغلقة منذ عام 1994، مشددا على أنه لا يمكن بناء مغرب عربي قوي في ظل التوتر بين الجزائر والمغرب .

وذكر أن البلدين يقولان مرة أنه يمكن بناء الاتحاد المغاربي، بمعزل عن قضية الصحراء الغربية، ومرة أخرى يقولان أنه لا يمكن بناء اتحاد مغاربي في ظل استمرار النزاع في الصحراء الغربية، مشددا على أن إيجاد حل لهذه القضية في صالح المغرب والصحراويين وكذا في صالح الجزائر، لأنه لا يمكن أن يدوم هذا النزاع إلى الأبد .

مشروعنا القومي فشل بسبب عسكرة الأنظمة وتسييس الجيوش
  تومي: بعض الطوائف المحلية مستعـــــدة لكـــل التنازلات من أجل الكـــــرسي
وصف وزير الخارجية الجزائري الأسبق والدبلوماسي المخضرم  الأخضر الإبراهيمي، دور جامعة الدول العربية في تحقيق الوحدة العربية منذ تأسيسها عام 1945 وإلى يومنا هذا بـ”المحدود”، متسائلا عن الهدف من إقامتها ”هل هو تحقيق الوحدة بين الدول العربية أم مساعدة أعضائها وحماية سيادتهم”، موضحا ”لا أعتقد أن جامعة الدول العربية حققت الكثير لا من هذا ولا من ذاك”· وقال المتحدث خلال أشغال اليوم الأول للملتقى الدولي ”العالم العربي في غليان·· انتفاضات أم ثورات” الذي انطلق أمس بالمكتبة الوطنية في إطار معرض الجزائر الدولي للكتاب، إن جامعة الدول العربية تبقى ذات المنظمة التي حققت أقل من غيرها من المنظمات بكثير،

وذلك رغم كونها أول منظمة إقليمية، مضيفا ”من المؤسف أن تكون جامعة الدول العربية أول منظمة إقليمية وآخر منظمة تحقق أهدافها التي قامت من أجلها·· فإنجازاتها محدودة”، وإن كانت، يقول النائب الأسبق للأمين العام للمنظمة العربية، قد لعبت دورا لا يستهان به أثناء كفاح الدول العربية ضد الاستعمار· وتطرق الإبراهيمي إلى أسباب فشل ”المشروع القومي” الذي وضعه الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر على الخريطة السياسية بعد الحرب العالمية الثانية، وقال إن العرب تحمسوا له كثيرا باعتباره قد يحقق التقدم للشعوب العربية، لكنه لم يتم بسبب عسكرة الأنظمة العربية وتسييس  جيوشها العربية، بالإضافة إلى الصراع العربي الإسرائيلي الذي كان له الأثر الأكبر في إفشال هذا المشروع،

ناهيك عن غياب سيادة القانون· وعاد المحاضر وتكلم عن القضية الفلسطينية التي اعتبرها ”عنصر الألم بالنسبة للعرب”، وقال هنا ”لن تقوم لنا قائمة ما دامت القضية الفلسطينية على ماهي عليه”، داعيا إلى عدم التخلي عن القضية الفلسطينية بقوله ”يبدو أننا نتعاون على الشعب الفلسطيني”· وقال إن الخطاب الأخير الذي ألقاه رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس بعد توجهه بطلب عضوية في الأمم المتحدة، كان خطابا جيدا أربك وأحرج المترددين في تأييد الحق الفلسطيني· كما تمنى الإبراهيمي أن  تحقق الثورات العربية أو ما يعرف اليوم بـ”الربيع العربي”، نقلة جديدة في العمل الفلسطيني والعربي ”نحن الآن في أمس الحاجة إلى ربيع عربي ناجح على عكس القضية الفلسطينية التي فشلت بسبب التعالي العربي واحتقار الحركة الصهيونية وتهاون الجيوش العربية وعدم اطلاعها كفاية على العصابات اليهودية التي دخلت فلسطين ”·

ودعا الدبلوماسي الجزائري إلى إقامة تعاون عربي  يرقى إلى مستويات من شأنها إعلاء كلمة العرب كما هو الحال بالنسبة  للقوى الأجنبية والقوى الثلاث المؤثرة، وهي تركيا وإيران وإسرائيل التي كانت ولا زالت علاقتها، حسبه، جيدة مع إسرائيل· واعتبر الإبراهيمي أن الثورات العربية يجب أن تقترن بالإرادة والتفاؤل الذي سيوصل إلى ربيع حقيقي في المنطقة العربية ”هذا الربيع غريب بدأ في الشتاء·· وأتمنى أن يصل بنا إلى بر الأمان ويصبح حقا·· ربيعا عربيا ”·

الأنظمة العربية ترهب شعوبها بـ”هاجس الأمن ”
من ناحية أخرى، رجح أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية في بيروت فواز الطرابلسي في مداخلة حول ”الأوضاع السائدة في العالم العربي بين حالات التشابه والاختلاف في مواجهة الأزمة”، أن تكون هناك ثلاثة عوامل نادرا ما يتم التركيز عليها، سببا في الثورات العربية، وهي البطالة التي سجلت الرقم القياسي· وأوضح أن الشباب هو جزء رئيسي من هذا الحراك، سواء كانوا متعلمين أو غير ذلك؛ مما يظهر تطور أنظمة تعليمية عديدة بسرعة، في نفس الوقت الذي تقلصت فيه القطاعات الإنتاجية في الوطن العربي، بالإضافة إلى فقدان عدد من الأنظمة لشرعيتها، فلم تعد تقدم غير الشعارات أو ما يسمى بـ”هاجس الأمن والدفاع عن نفسها”، مما ولد فقدانا في الأمل بالمستقبل· وقال المتحدث إن هذا ما دفع بالشعب إلى الخروج نحو الشارع للمطالبة بالتغيير، ناهيك عن الزيادة السكانية التي لم تدفع الشباب إلى تنظيم ”القاعدة”، وإنما إلى المطالبة بالديمقراطية وتغيير الأنظمة· ودعا الطرابلسي إلى ضرورة إعلان المساواة السياسية والقانونية للمواطنين  في ظل  دولة مدنية ·

 الثورات العربية ستفتح أفقا أمام التيارات الإسلامية
من جهته، وصف الخبير في مركز ”الأهرام” للدراسات الإستراتيجية عمرو الشوبكي في مداخلته حول موضوع ”قراءة تحليلية واستشرافية في الثورات العربية”، ما حدث في الدول العربية بـ”الثورات” وليس الانتفاضات التي قد تفشل ولا تحقق أهدافها· وقال إن الهدف من ”ثورة 25 يناير” المصرية لم يكن تفكيك مؤسسات الدولة وإنما الإطاحة بالنظام القديم، وإن معيار نجاح هذه الثورات هو قدرتها على تأسيس نظام سياسي جديد، مضيفا أن عدم إسقاط الدولة لا يعني عدم إصلاحها، فلم يحدث إلى غاية الساعة منذ قيام ”ثورة 25 يناير” أي تقدم  يذكر بالنسبة لمؤسسات الدولة، إلا أنه، يقول الشوبكي، هناك تحديات واقعية تتعلق بإمكانية أن يسفر هذا الحراك الثوري عن عملية انتقال وتحول أمام تحد آخر اسمه إمـكـانيـة إدارة المرحلة الانتقالية ووضع أسس لنظام جديد، أي إمكانية العبور من الانتخابات التشريعية ووضع دستور· كما تحدث الشوبكي عن تحد ثالث يتعلق بـ”التيارات الإسلامية السياسية” التي سيفتح ”الربيع العربي” أفقا لها من خلال التعامل السياسي مع هذه التيارات المسالمة أو السلمية، كما وصفها، دون التفتيش عن النوايا من خلال كيفية الانتقال وعدم إقصاء الخطاب الإسلامي، وإدماج هذا التيار في العملية السياسية دون أن يهددها أو ينكس المسيرة الديمقراطية، وذلك بفتح الأفق أمام التيار الإسلامي وجعله يؤمن بمدنية الدولة ·

 المستفيد الفعلي من هذا الربيع العربي هو الشعوب
اعتبرت وزيرة الثقافة خليدة تومي أثناء افتتاحها لأشغال الملتقى الدولي الذي يتواصل إلى غاية الـ31 من الشهر الجاري، أن ما يحدث في العالم العربي مازال في مرحلة الحراك ولم يكتمل نهائيا أمام ما يحدث من وعود ”واعدة”· وقالت إن المستفيد الفعلي من هذا الربيع العربي هو الشعوب العربية وليس الطوائف المحلية المستعدة لكل التنازلات والمساومات لاغتنام الفرصة، وذلك ليخلف الخليفة فقط كرسي الخليفة الآخر، مضيفة أن الحل يتمثل في اليقظة  على الجبهة الداخلية حتى لا يتم إعادة إدماج التجارب المدمرة التي عشناها، واليقظة على المستوى الخارجي من خلال أخذ تهديدات الغزو الجديد بصفة جادة· وشددت وزيرة الثقافة على ضرورة الأخذ بعين الاعتبار القضية الفلسطينية، كونها قضية محورية في العالم العربي، مضيفة ”أتساءل ما موقع القضية الفلسطينية من هذا الربيع العربي، وهل سيكون هذا الربيع فلسطينيا كذلك”، على حد تعبيرها ·
 


حسنــاء شعيــر
المصدر: الجزائر

 
^ بداية الصفحة
 

 
المدعوون
البرنامج
ملتقى دولي
النظام الداخلي
الإستمارات
المشاركين
معرض الصحافة
روح البناف
ضيف الشرف
صـور
فيديو
 
 
 
informatique algerie جميع الحقوق محفوظة - صالون الجزائر الدولي للكتاب ©
Conception et Réalisation bsa Développement
informatique algerie