قامت السيدة خليدة تومي وزيرة الثقافة أمس،الأربعاء، في حدود الساعة الـ11، بتدشين الدورة الـ16 لصالون الجزائر الدولي للكتاب رفقة نظيرها اللبناني السيد كابي ليون، وبحضور حشد كبير من رجال الإعلام ومحترفي الكتاب الجزائريين والعرب والأجانب. كما حضر حفل الافتتاح كل من السادة أبو بكر بن بوزيد وزير التربية الوطنية وعمار تو وزير النقل ورشيد حراوبية وزير التعليم العالي والبحث العلمي، إلى جانب السلك الديبلوماسي المعتمد في الجزائر.

الوقفة الأولى في برنامج التدشين كانت على مستوى جناح وزارة الثقافة للبنان، ضيف شرف الدورة الـ16 لصالون الجزائر. وفي جناح بلد الأرز، تابعت السيدة خليدة تومي شروحات محافظ الصالون السيد اسماعين أمزيان باهتمام كبير. مشيرة إلى إمكانية تعاون بين الجزائر ولبنان في مجال النشر، لا سيما عشية الاحتفال بالذكري الخمسين لاستقلال الجزائر. حيث أوضحت السيدة الوزيرة أن هذا التعاون لن يكون فعليا إلا في نطاق القوانين الجزائرية.

وسجل الوفد الرسمي وقفات عدة في جولته التي قادته عبر مختلف الأجنحة. وكانت المناسبة مواتية لإبداء وزيرة الثقافة تشجيعها للكتاب العلمي والتقني والأدبي. فبالنسبة إلى السيدة وزيرة الثقافة، فإذا كان الصالون يلح على حضور هذا النوع من المنشورات، فذلك من أجل الاستجابة "للطلب الكبير من قبل الشباب الجزائري". واللافت أن السيدة الوزيرة حظيت بترحات كبير في أجنحة دور النشر العربية المشاركة. وعبرت عن أملها في تجسيد إنشاء دار للنشر جزائرية لبنانية مصرية.

يذكر أن صالون الجزائر الدولي للكتاب الـ16 يمتد على مساحة قدرها 24000 م2 واستقطب مشاركة 521 ناشر وعارض، منهم 371 أجنبيا منهم أكثر من 200 ناشر عربي، و150 ناشر من الجزائر. كما يشهد الصالون ابتداء من اليوم انطلاق برنامج الفعاليات الثقافية اليومية التي تشمل محاضرات وندوات ونقاشات ولقاءات مع المؤلفين لتوقيع مؤلفاتهم. وهي النشاطات التي ستشهدها القاعتان "A " و"B " كل يوم ابتداء من الساعد 15,00، فضلا عن أجنحة العرض المختلفة.

كما سيستقل الصالون شخصيات أدبية جزائرية للالتقاء بقرائها، على غرار مالك علولة وأنور بن مالك ومراد بوربون الذي يعد أحد ممثلي الجيل الأول من الكتاب الجزائريين. ومن الجيل الجديد من الكتاب الجزائريين نذكر حضور كل من كمال داود المعروف بكتابته الحداثية.

كما تسجل الدورة الـ16 لصالون الجزائر الدولي للكتاب حضورا لافتا للصوت النسائي في الكتابة الجزائرية مثل مليكة مقدم ومايسة باي وزينب الأعوج والأنثروبولوجية تاسعديت ياسين وفضيلة مرابط... أما عن الحضور الأجنبي فنسجل حضور كتاب باللغة الإسبانية منهم أوسوالدو رودريغيث بيريث المتخصص في أدب الشاعر الشيلي بابلو نيرودا.

كما تشارك روسيا هذه السنة لأول مرة في الصالون. وستكون ممثلة من قبل جينا سادولييف، الكاتب الشاب وصاحب "لست مواطنا من تشيتشينيا" الذي استقبله النقد بالترحاب. من جانب آخر سيكون الممثل الفكاهي، المولود في قسنطينة، حاضرا في فعاليات الصالون بتوقيعاته المتميزة.
أما بخصوص ضيف الشرف، لبنان، فسيكون جناحه الخاص فضاء للالتقاء مع أكبر الأدباء والشعراء اللبنانيين على امتداد أيام الصالون.

اختتم الافتتاح الرسمي للدورة الـ16 من صالون الجزائر الدولي للكتاب بندوة صحفية مشتركة جمعت كلا من السيدة خليدة تومي وزيرة الثقافة ونظيرها اللبناني السيد كابي ليون، الذي تحل بلاده ضيف شرف على صالون الجزائر للكتاب هذا العام. وخلال هذا اللقاء مع الصحافة عبر الوزير اللبناني عن أمله في بلورة مشروع تعاون مع الجزائر في مجال النشر، خاصة أن لبنان يعد رائدا في مجال صناعة الكتاب في المنطقة العربية.