قال الروائي محمد ساري إن الرواية العربية امتازت بالضبابية ، وعجزت عن تقديم رؤية واضحة بخصوص الراهن، رغم أن الروائي العربي استطاع أن يرصد الصراعات الموجودة في المجتمع.  وأضاف ساري خلال مشاركته في ندوة "الكتابة والراهن العربي" التي جرت فعالياتها أمس ضمن ندوات الصالون الدولي للكتاب، أن المثقف العربي بقي حبيس أبراج عاجية فعجز عن مسايرة التحولات التي تحصل حاليا.

ومن جهته أوضح الدكتور مصطفى فاسي أن بعض الروايات العربية تمكنت من رصد هذه التحولات قبل وقوعها، فيما يرى الروائي المصري هشام الخشن، أن الرواية المصرية تمكنت فعلا من التأثير في حياة الناس، مشيرا إلى بعض الأعمال القصصية التي كتبها الروائي علاء الأسواني، وكذا رواية محمد سلماوي التي صدرت بعنوان "أجنحة الفراشة".

وقال الخشن إن رواية سلماوي التي  نشرت في ديسمبر 2010 تنبأت بثورة يناير 2011 .  وأضاف الخشن بخصوص سؤال طرحه منشط الندوة الأستاذ حميد بوحبيب حول استعجاله الكتابة عن الثورة المصرية:"كان لزاما عليّ أن أكتب هذه الرواية باستعجال، حتى لا أنسى المشاعر التي كانت تراودني أثناء الثورة". وأضاف الخشن أن العصر الحالي يتطلب تقديم رواية قصيرة حتى تثير اهتمام القارئ الذي غالبا ما ينفر من الروايات الضخمة. ومن جهته، قال مصطفى فاسي إن الرواية العربية تعطينا صورة عن مجتمع غير سوي. وتوقف عند رواية "الأشجار واغتيال مرزوق" للروائي العراقي عبد الرحمان منيف، وأعمال صنع الله إبراهيم وغيرها من الروايات العربية التي قدمت الواقع العربي بزيفه وتسلط أجهزته وميله للقمع وابتعاده عن الحالة السوية.  مضيفا :"لكني أعتقد أن التقدم في الزمن  هو الذي يؤدي إلى ظهور كتابات أكثر عمقا". وركز فاسي في مداخلته