وفي هذا السياق، ذكر محافظ الصالون، السيد اسماعيل امزيان، مناقب الراحل، فقال إنه كان ناشرا كبيرا وإنسانا عظيما، أما ابنة الراحل السيدة مرسيل عبود فقد قالت في كلمتها التي ألقتها بالمناسبة، إن تجربة والدها علمتها رفقة أخواتها الثلاث الكثير وفي مقدمتها أهمية الصداقة في حياة الإنسان، وأضافت مرسيل أن الجميع عرف والدها كناشر ومؤسس ''دار الجيل'' وصاحبها وكذا نائب رئيس نقابة اتحاد الناشرين في لبنان وأمين عام اتحاد الناشرين العرب، ولكنها تريد اليوم أن تعرّف الجميع بعبود الأب؛ وفي هذا السياق، أوضحت مرسيل أن والدها علمها وأخواتها، معنى الحياة الحقيقية والكرم والأصالة والعنفوان والأمانة والتمسك بشخصيتنا كيفما كانت العواقب، كما لقنها-أيضا- السعي نحو الارتقاء والنجاح وعدم التكبر وعدم الاستسلام حتى في أحلك الظروف.

وشكرت مرسيل كل من له علاقة من قريب أو من بعيد بتكريم والدها الذي قالت إنه وعلى فراش الموت أوصى بناته بالحفاظ على دار الجيل، حيث قال ''أنا اثق أان عندي بنات من حديد، قادرات على تحدي كل الصعاب، دار الجيل أمانة بين أيديكن".

للإشارة، عبود عبود أسس ''دار الجيل'' سنة,1971 مستفيدا من خبرته الطويلة في عالم النشر وقد ساعده في ذلك علاقاته الواسعة التي كوّنها أيام عمله في دار الثقافة، كما أسس سنة ,1980 فروع ''دار الجيل''، حيث أنشأ ''المكتبة الثقافية'' للروايات والقصص الشعبية، بالإضافة إلى فرعين للدار في القاهرة وتونس، علاوة على تأسيسه لدار ''المختار'' سنة 2000 وهي دار متخصصة في طباعة الكتاب الملون خاصة الأكاديمي والمدرسي منه.
ودأبت ''دار الجيل'' على إصدار العديد من المؤلفات المهمة من بينها أعمال جرجي زيدان الكاملة، قصة الحضارة (أعظم موسوعة تاريخية على الإطلاق)، الموسوعة العربية الميّسرة، موسوعة أعلام العلماء والأدباء العرب والمسلمين، موسوعة لسان العرب، الجامع في تاريخ الأدب العربي، سلسلة أروع ما قيل وغيرها، كما طبعت ووزعت لأهم المؤلفين من بينهم جبران خليل جبران، محمد أبو الفضل ابراهيم، محمد ابراهيم أبو سليم، أمين الريحاني، محمد عبد المنعم خفاجة، بيار روفايل، جرجي زيدان، محمد محمود، مصطفى لطفي المنفلوطي وغيرهم.